حبيبى ينتظر الموت

لم اتردد كثيرا فى سرد تلك القصه الحقيقيه لشخص احب لدرجه الجنون وكان دائما ما يعبر عن حبه باسلوب بالفعل يدل تكوينه البيئى الريفى
صديقى اسمه فتحى وقتها كان طالبا بكليه الدعوة الاسلاميه احب امرأه حتى الجنون وصارح اباه بارادته الحقيقه بالزواج منها الا ان اباه وعائلته رفضوا هذه الزيجه بدعوى ان امها صاحبه مهنه غير مشرفه النسبه لهم مع العلم بانهم ايضا نفس الحال تقريبا، لكن صديقى واجههم بهذا وقال لهم( انتومش نطلين يعنى) وتعنى بانكم غير مشرفين اصلا وحالكم مثل حال اهل حبيبتى بل اسوأ
وحاول صديقى اقناعهم الا ان حدثت مفاجئه دعته حبيبته للقائها سرا كالعاده قرب احد المناطق المهجورة بقريتهم.
وقالت له انها لاتستطيع ضغط اهلها عليها وهو لا يستطيع التقدم ولو خطوة نحوها، لذلك فهى وافقت على عريس ........
وصار صديقى للحظات اصما ابكم لكنه ليس باعمى لان عيناه انفتحت كنوافذ المساجد الكبيره وامتلئت يالدموع الغزيرة وهو لا يكاد يبين
فخافت حبيبته من منظره وسارعت بالفرار وهى تلتفت ورائها قائله سامحنى يا فتحى سامحنى.
وهنا تتهافت الافكار على ذهن فتحى وسقطعلى الارض راكعا ينظر ليديه موجها اوامر نحوها بضرورة فعل اى شىء اى شىء
فقرر فى البدايه قتل نفسه لكنه تراجع قائلا لا لا.. فانا لا استحق الموت ثم غير من وجهته لكن فكرة القتل لا تزال فى ذهنه فقرر قتل اباه وامه عقوبه لهاما على ظلمه وتركه وحيدا يواجه مشاكله مما تسبب فى فقدانه لحبيبته .
لكن افاق فتحى من صدمته على صوت خافت هو وحده من سمعه ....( يا فتحى القتل جريمه وعقوبتها النار فى الاخره وخسارة الدنيا كمان)
فعاد فتحى لصوابه الذى هو بمثابه الجنون للطبيعى منا وقرر ان يتوجه للمقابر وهى ليست منه ببعيد .لكن ماذا سيفعل؟؟؟؟؟؟؟
توجه فتحى الى مقبره كان يعرفها فهو الشيخ الذى يخطب على المقابر دوما ويعرف الكثير عنها وقرر اعجب قرار من اغرب انسان
الا وهو النوم فى مقبره مهجورة بوضع الميت الحقيقى( باستثناء الكفن طبعا) منتظرا للموت مهما طال الانتظار...............................
ودخل فتحى المقبره وازاح بعض الاثار البشريه الباقيه لميت منذ فتره ليست بالقصيره
ونام فتحى ووضع الطوبه المشهورة تحت راسه ووجه وجه نحو القبله وتشهد وانتظر الموت...........................
لكن واضح ان الموت اتأخر على فتحى فادخل فتحى يده من جيبه واخر سلاحه الشهير ليتخلص بنفسه من قلقه.... انه السجائر
الشيخ المحب ينتظر الموت بسجائره الكليوباتريه وهنا جن الليل عليه وصار فتحى يتامل وحدته وبعد الموت عنه
لكن نظرا لتاخيره الشديد عن صديقه الذى كان ينتظره ويدعى كرم كان هو المنقذ.
فامسك كرم تليفونه المحمول وطلب صديقه الذى كان ينتظره بعد صلاه العشاء وتأخر عليه ساعتين تقريبا وكرم ينتظره بشوق ليعرف اخر الاخبار حيث ان فتحى طلبه منذ ثلاث ساعات يخبره بامر دعوة حبيبته.
فرفع كرم هاتفه نحو اذنه وكالعاده يسمع هذا الهاتف غير متاح حاليا.
فازداد قلق كرم
لكنه يعلم بان موبايل الشخ فتحى به خط اخر نادرا ما يفقد الشبكه فقرر كرم الاتصال به رغم علمه بان هذا الاتصال يقضى على رصيده الذى دائما ما يحافظ عليه بالرنات السخيفه على كل اصحابه....
وفعلها كرم واتصل على النمرة الاخرى فاذا بجرس
فيستيقظ فتحى الذى غلبه النوم فى المقبره فجوها بالفعل اراحه وترك الفرصه لينام وسط هذا الجو الهادىء اجباريا...
وهنا يرد فتحى ( الو)
كرم: كده يا فتحى تفتح عليا ماشى ماشى
فتحى: معلش يا كرم اصلى كنت نايم
كمان نايم انت نسيت يا ابنى ميعادنا..... هكذا صاح كرم فى وجه فتحى
معلش يا كرم اصلى مش ف البيت( فتحى بهدوءه المعتاد)
امال فين يعنى يا روح خالتك (كرم بثورته المعهودة)
انا فى التربه يا كرم.....
وهنا يسمع كرم المقوله الشهيره عفوا لقد نفذ رصيدكم .....
..............................................................